وحلت الكارثة بأصحابه، وهاموا في تيارات مذهلة من الأسى والحزن، وطلبوا له طبيبا فانتزع منه السهم فتوفي من فوره، وقد انطفأت بذلك الشعلة الوهاجة التي كانت تضئ الطريق وتوضح القصد للمسلمين.
لقد استشهد زيد من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية في الأرض، ويحق للمسلمين الفرص المتكافئة، ويوزع خيرات الأرض على الفقراء والمحرومين الذين كفرت السلطة الأموية بجميع حقوقهم.
ويقول المؤرخون: إن أصحاب زيد حاروا في أمر مواراة جثمانه خوفا عليه من السلطة التي لا تتورع عن التمثيل الآثم به، وبعد المداولة صمموا على مواراته في نهر هناك، فانطلقوا إلى النهر فقطعوا ماءه وحفروا فيه قبرا وواروا الجسد الطاهر فيه، ثم أجروا الماء، وانصرفوا وهم يذرفون الدموع على القائد العظيم الذي