شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٦
اعترضت على عثمان لنصبه بنو أمية وأبوها الذي بدء بنصبهم وعمر الذي أيده حتى قدم الخلافة لهم لقمة سائغة ونراها تفتي بقتل عثمان حتى يقتل وبعد علمها بقتله تقول أبعده الله حتى إذا علمت بإجماع الأمة على انتخاب علي - عليه السلام - قالت ليت السماء انطبقت على الأرض ثم عادت قائلة إن عثمان قتل مظلوما لآخذن بثاره.
وهي رأس المفتين وشيعتها أشد الناس عليه وطلحة الذي منع عنه الماء. وعلي - عليه السلام - والحسن والحسين - عليهم السلام - هم المحامين عنه ولما رأت الأمور جرت خلاف رغبتها عادت لمروان رأس الفتنة وأشد بني أمية تتفق معه وهذا مروان يبدء بقتل طلحة وهو معه (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فهل من يسئل ويمحص الحقائق فيها ويقول أين هذه منها! أعدالة! أوجدان!
أمنطق! هذه الأعمال المتناقضة! هذا النفاق! هذه الأنانية! هذا الفسق والظلم والكفر! امرأة مأموره نصا وسنة أن تقر في بيتها! فتنطلق تتزعم الفتن. وتؤلف جيوش البغي على خلاف ما أمر الله ورسوله لتحارب ولي الله وخليفة رسول الله وآل الرسول - صلوات الله عليهم أجمعين - وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقتل المسلمين صبرا وحربا فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الدنيا وأشد العذاب يوم القيامة. وإذا بشاعرنا يقول:
وأقول أم المؤمنين * عقوقها إحدى الكبر ولا نشك إلا أنه كان هازلا.
عائشة من قتلة عثمان يشهد عليها التاريخ بفتاواها وتحريضها وأقوالها وإن الذي تريد مقاتلته باسم الثأر لعثمان هو علي - عليه السلام - وبنيه وشيعة آل رسول الله وإن عليا ومن تابعه
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»