شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٢٧
راجع الطرق الحكيمة لابن القيم الجوزية ص 53 وكنز العمال 3 ص 96.
يخالف ثلاث نصوص في واقعه الخليفة يتجسس فيتسلق حائطا ويدخل الدار دون إذن صاحبها ودون سلام مهددا للجمع الذين وجدهم يشربون خمرا فيقابلوه بالاعتراف قائلين إن كنا خالفنا في واحدة فقد خالفت في ثلاث فيقول وما هي فيقولون: - تجسست وقد نهى الله بقوله ولا تجسسوا. وتسلقت وقد قال الله وأتوا البيوت من أبوابها. ولم تسلم ووردت كرها وقد قال فسلموا وإذا قيل ارجعوا فارجعوا فتركهم على شرط أن لا يفضحوه.
تلك القصة المفتضحة التي جاء شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته العمرية. يحسبها له فضيلة يمتدحه عليها! كما مدحه فيما هو أخزى لهما في حرق بيت فاطمة الطاهرة عليها السلام بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترويع الحسنين عليهما السلام وأخذ من شهد عمر بعصمته كما مر أعلاه على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإليك القصيدة التي قلب بها مثالبه مناقب وبالأحرى أن أقول إن الشاعر ربما جاء يستهزء ذاما على شكل مديح وإذا قلت غير ذلك فإن ذلك لا يدل إلا على انعدام بصيرة الشاعر وقلة تمييزه بين القبيح والحسن وفي القصيدة:
وفتية ولعوا بالراح فانتبذوا * لها مكانا وجدوا في تعاطيها ظهرت حائطهم لما علمت بهم * والليل محتكر الارجاء ساجيها حتى تحسستهم والخمر قد أخذت * تعلو ذؤابة ساقيها وحاسيها سفهت آرائهم فيها فما لبثوا * أن أوسعوك على ما جئت تسفيها فرمت تفقيههم في دينهم فإذا * بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»