شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٩٨
يجود بها عندما يعييهم الأمر وبإمكان القارئ الكريم أن يراجع الكتابين الأولين من موسوعتنا في علي عليه السلام أعلم وأشجع وأتقى وأبر وأزكى وأطهر الأمة نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووزيره وأخيه ووصيه وخليفته المنصوب من الله ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. عمر الذي أذعن وصرح كرارا ومرارا لولا علي عليه السلام لهلك عمر، ولكن لماذا قدم عليه بني أمية وهدم بنيان الإسلام وأسسه المتينة كألد أعداء الإسلام. وسنوافي القارئ الكريم ببعض الأمور مع إسنادها.
وكيف يستطيع عمر أن يفيض على العالم علما وهو يفقد العلم الرحمة وهو الفظ الغليظ أو يكتسب من العلوم وهو لا يعير للعلم منزلة ويجهل أثرها. وبكلمة واحدة يفندها ويبيد بها كتب العلم في الشرق والغرب، ويتبع أثره في هذه السيئة التي لا تمحى ولاته الذين يحذون حذوه إذ هم نخبته في الظلم والجهل وهو شيخ طريقتهم ومدبرهم ومخطط جرائمهم ولو كان فيهم من يقدر للعلم قدرا ويعطيه وزنا لحاول محاولة للتخفيف من غلواء ذلك الجرم الفضيع. فما فتح وكيف سار وماذا أثمر ولولا ما بقي من البقية الباقية في اليونان من علومها وسار بها أولئك الذين جاؤوا في عهد بني العباس من الملل والنحل الأخرى لولا ما أظهره وجمعه آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم ومواليهم من البقية الباقية الرازحة تحت ضغط الأمويين وشيعتهم لما وجدت ما يفاخر به الإسلام غير الكتاب ومجمله.
وأما نفس الفتوحات فقد قام بها النخبة الباقية والروح التي عصف بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأمة وضلت تسير. وإذا كنا نفاخر بالفتوحات فقد حق للمصريين والآشوريين والقياصرة والأكاسرة أن يباهوا بفتوحاتهم ولكان لهولاكو القدح الملئ بالفتوحات على أنه دمر من الكتب أقل ما دمر في زمن عمر وبأمره. هذا إذا عدنا إلى منعه الرواية والحديث والسنة وحبسه الصحابة وتهديدهم بدرته وصرامته وجعل العيون عليهم من الخارج بالامتناع عن التحدث
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»