شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٥
وهناك شواهد وقرائن تدل دائما أن أبا بكر وعمر اتفقا على مخالفة وصية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند سنوح الفرصة وضربتهم القاصمة على جميع نواياه وإبعاد آل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخص الصحابة الثقة وتقديم من يشد أزرهم مهما كانوا أمثال بني أمية وابن العاص وخالد ابن الوليد والمغيرة ابن شعبة وأمثالهم غير آبهين برجال المسلمين وكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وغير آخذين للتولية باستخدام الأعلم والأتقى والأسبق وأن نطقوا بها شفاها. ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم نقضهم بمشيئة الله تعالى وهذا ابن عمر يخذل الحسين ابن علي - عليه السلام - عن الذهاب للعراق عند مغادرة الحجاز في زمن يزيد حيث قال أحدثك بحديث لأردك فيه إنكم من الله تعالى لكم الآخرة والدنيا لغيركم فاترك ما أنت فيه من السفر (1).
ما أخذ على أبي بكر بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله

(1) وابن عمر هذا له حديث جاء في 3 ص 235 وما بعده من أسد الغابة والحديث هو كما يلي:
إن الحسين السبط - عليه السلام - مر على حلقة فيهم أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر فسلم فأجابوه ولما سكتوا قال ابن عمر وعليك السلام ورحمة الله ثم التفت إلى الجماعة وقال هل تحبون أن تعرفوا أحب أهل الأرض لأهل السماء قالوا بلى قال هو هذا الماشي ثم قال إنه لا يكلمني منذ حرب صفين وإنه أحب إلي من حمر النعم لو كلمني فقال له أبو سعيد هلا اعتذرت منه فقال نعم أحب ذلك فتواعدا وجاء أبو سعيد بابن عمر واستأذن على الحسين - عليه السلام فأذن له ولم يزل يرجوه حتى أذن لابن عمر وتحادثا وأخبره بالحديث فقال الحسين - عليه السلام - أنت القائل ذلك قال أي والله فأجابه فلماذا حاربتني وأبي في صفين وأقسم بالله أن أبي خير مني فأجاب ابن عمر إن ذلك هو أمر أبي علي وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أمرني بطاعته... الخ. فترى هنا إن عمر يأمر ابنه بمحاربة علي - عليه السلام والانخراط إلى أعداءه الفئة الباغية وقد شهد هو نفسه أن مبغض علي - عليه السلام - منافق وكافر كما مر في كتاب عمر من موسوعتنا المحاكمات بإسنادها.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»