شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٨
السلام - على عمر حين خاطبه وهو على شكل شاب جميل ذو رائحة زكية قائلا له عن بيعته لعلي - عليه السلام - إن هذه البيعة لا ينقضها إلا منافق فإياك أن تكون هو ذلك.
ومن أمثال نقض العهد أن يجاهدوا الكفار ولا يولون الإدبار، ونرى أن كلا منهم ولى دبره في خيبر واحد وحنين أخص منهم أبا بكر وعمر. (راجع بذلك عيون الأثر ج 1 ص 258 وفيها يذكر أن أبا بكر كان أحيانا يتوقى الدخول في الحرب بدخوله في عريش رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما عمل ذلك في بدر ناسيا أن مقام الرسالة لا يساويه مقام آخر، وأن بقاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في العريش إنما عليه سلامة الإسلام ولا يجوز لغيره ذلك إذا أراد عمل ذلك بقية الصحابة فمن سيجاهد المشركين والأعداء وإنه لا أثر لصحابي إذا قتل ما لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأثر الذي بيده الحل والفصل وهو الرأس وقطب الرحى.
ولا يجب أن ننسى فرارهم في خيبر واحد وحنين وكيف وصمتهم الآية (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).
هذا ولم يذكر لنا التاريخ أن أبا بكر وعمر وعثمان أي تضحية بذلوها في أي حرب من التضحيات العظمى التي قام بها الأبطال أو رأي صائب قدموه كما أشار الصحابي سلمان الفارسي - رضوان الله تعالى عليه - في حرب الخندق عن حفر الخندق، وقد برهن عمر رغم عدم مساعدته في الرأي والعمل إنه كثيرا ما كان يثير غضب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بشكوكه المتوالية: ومنها اعتراضه على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في صلح الحديبية وكان مبعث الاعتراض إنما هو قلة الثقة بنبي الإسلام - صلى الله عليه وآله وسلم - والوحي ما
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»