سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٨٨
يوسف هو ذا يرى في طفولته تلك الرؤيا التي أرست في قلبه قواعد النبوة المبكرة لهذا الصبي ﴿إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين﴾ (1) يا لها من رؤية تنبئ عن حدث عظيم ورجل عظيم، فهو ينجح قبل أن يمتحن، فهو المخلص الذي اصطفاه الله لنفسه ومن هنا تبدأ قصة يوسف (عليه السلام) بما لها من أبعاد عديدة ومن أوضحها مصداقا الإمداد الإلهي ليوسف (عليه السلام) مذ كان طفلا وحتى صار ملكا وقائدا لمجتمع من المجتمعات، وبالمقابل كان يوسف عبدا خالص العبودية لله تعالى فاستحق ذلك المقام والقرب من أريكة العزة والجلال، فكان المنطق الإلهي على لسانه إذا تكلم، وفي ضميره إذا صمت، فهو يوسف الذي واجه كل مغريات الدنيا، واجه الشيطان بكل أساليبه واجه امرأة العزيز وهي تدعوه إلى ارتكاب الفاحشة، واجه الأجواء المشحونة بالعواصف المهيجة للغرائز واجه الشهوة الجنسية التي سقط فيها الكثيرون ونجى منها المخلصون وتجاوز الامتحان وفاز بالقرب.
ونحن نتكلم عن يوسف (عليه السلام) سنفصل قصته إلى دروس متعددة نستفيد منها في حياتنا العملية بما لها من مواقف حية متحركة ومشاهد هي مورد ابتلاء الجميع في الكثير من زوايا الحياة فهذه الدروس نتمنى أن تشمل أغلب المراحل التي مرت بها قصة يوسف ومراحل حياته إلى أن وصل إلى سد الحكم وصار الرجل الأول في الدولة وقاد المجتمع نحو الله بعد تلك الابتلاءات المتتالية ابتداءا من الجب وانتهاءا بدعوة المرأة له لارتكاب الفاحشة وهو في بيتها.
فقسمنا البحث هنا إلى دروس وهي:
الدرس الأول: - يوسف في الجب الدرس الثاني: - يوسف والسيارة الدرس الثالث: - يوسف والعزيز الدرس الرابع: - يوسف وامرأة العزيز

(٨٨)
مفاتيح البحث: العزّة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»