الأرض إلى ظاهرها ويبدأ بالسير نحو الله للتكامل واستلام القيادة، فخرج يوسف (عليه السلام) من البئر وما أن وقع بصر الساقي على يوسف أطلق تلك الصرخة التي بشرت الكون بولادة نبي جديد من أنبياء الله تعالى.
* (قال يا بشرى هذا غلام) * (1) غلام يخلص البشرية ويجرها إلى الله تعالى، غلام نبئ بنبوته وهو طفل صغير، غلام ابيضت عينا يعقوب عليه، غلام تقر به عين العزيز.
* (وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون) * (2) إنها بضاعة تجلب النفع للبشرية وتنقذهم من الهلاك الذي سيصيبهم بتلك السنوات العجاف ولكن..
* (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) * (3) فاختلف المفسرون هنا في ارجاع الضمائر في (وشروه) (وكانوا) على ثلاث اتجاهات:
الأول: - أرجعوها إلى السيارة والمعنى أن السيارة الذين أخرجوه من الجب وأسروه بضاعة باعوه بثمن بخس ناقص وهي دراهم معدودات قليلة.
الثاني: - ارجاع الضمير إلى أخوة يوسف (عليه السلام) والمعنى أنهم باعوا يوسف من السيارة بعد أن ادعوا أنه غلام لهم سقط في البئر وهم إنما حضروا هناك لإخراجه من الجب ويبيعوه من السيارة.
الثالث: - أول الضميرين للأخوة والثاني للسيارة والمعنى أن الأخوة باعوه بثمن بخس دراهم معدودات وكانت السيارة من الراغبين عنه يظهرون من أنفسهم الزهد والرغبة لئلا تعلوا قيمته أو يرغبون عن اشترائه حقيقة لما يتحسسون أن الأمر لا يخلو من مكر وأن الغلام ليس فيه سيماء العبيد (4) وأي الاتجاهات كان صحيحا المهم أن عملية الإعداد بدأت تأخذ مراحلها المتسلسلة في حياة يوسف لتجعله نبيا يقود المجتمع برغم كل البلاءات التي واجهها في حياته.
الدرس الثالث