سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٨٣
وهم يصرون ويستكبرون على أن يبقوا على ما هم عليه بدون دليل أو حجة، فهذا لوط يدعوهم بأسلوب هادئ ويكشف لهم عن نتيجة عملهم هذا وشذوذهم.
* (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر) * (1) تقطعون السنة وتنهون النسل البشري إذا سرتم على ذلك الخط وتجلبون السيئات إلى ناديكم فما لكم لا تنتهون واذكروا الله الذي سن لكم الطريق المستقيم واتقوه وخافوا عذابه فقالوا له:
* (آتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) * (2) تحدي صارخ لرسالات السماء وللسنن الإلهية وللرسل الذين أرسلهم الله تعالى ليقيموا الحق ويدحضوا الباطل.
الجواب الثاني: - * (قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين) * (3) وهذا هو جواب القوم الثاني بعدما ألح عليهم في ترك ما يفعلون من السيئات وانحراف، وهذا هو الرد العاري عن منطق العقل الذي اتبعه المترفين مع الرسل، فهذا ينم عن ضحالة في الفكر والأسلوب.
فالإخراج هو الرد على ترك الانحراف عند قوم لوط الذين يعملون الخبائث، فتطهر منها لوط ونهاهم عنها، فقالوا أخرجوا هؤلاء الذين يتطهرون من رجسنا وعملنا هذا.
السنة الحتمية * (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين) * * (قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا

(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»