سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٨٩
الدرس الخامس: - يوسف ونساء ممصر الدرس السادس: - يوسف والسجن وأخيرا ونحن نبحث في هذه القصة ستراود القارئ فكرة مدى اتصال هذه القصة بسياسة الأنبياء الذي هو عنوان هذا البحث، فسنقول إن القصة لا علاقة لها بسياسة الأنبياء إنها قصة شخصية جرت بين يوسف وبعض الذين يحيطون من حوله فما هو وجه الربط بين العنوان الرئيسي للبحث ومقاطع القصة؟؟
الجواب: - الرجل السياسي له بعدان في التعامل مع الناس أو بعبارة أخرى أن هناك وسيلتان يمتلكها السياسي في التأثير على الناس وإيصال الفكرة إليهم.
البعد الأول: - نظري يقتصر على التوجيه والإرشاد واتباع الأساليب البيانية في سرعة إيصال الأفكار إلى الناس ومدى قدرته لفظيا على التأثير في أسماعهم وإخضاعهم للفكرة التي يتبناها.
البعد الثاني: - عملي وهذا من أكثر الأبعاد تأثيرا على الناس، ومحتواه التجسيد الواقعي لكل ما يقوله الإنسان من أوامر ونواهي فهو عندما ينهى عن المنكر لا بد أن يكون هو أولا منتهي عنه فعلا حتى يستطيع أن ينهي الناس عنه قولا، لأن الناس لهم أنس بجزئيات المسائل وتطبيقاتها عند من يتكلم فيهم ويوجههم فهم يتأثرون بشخصيته وأفعاله قبل أقواله وألفاظه فمن أراد أن يغير فلا بد أن يتغير حتى يخضع عقول الناس إليه.
فيوسف (عليه السلام) يفرغ دعواه اللفظية بقوالب عملية يجسدها في حياته قبل أن ينقلها للآخرين وما أبلغ هذه السياسة وأرفعها عند الناس، فالخضوع لها أسهل والاتباع إليها أطوع.
الدرس الأول يوسف في الجب
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»