بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المركز الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:
إن نظرة الإنسان إلى الحياة والكون ومفاهيمه في شتى المجالات بل وحتى عواطفه وأحاسيسه كلها تدور حول محور العقيدة التي يتبناها، والتي تسهم في بنائه الفكري والأخلاقي والاجتماعي، وتوجيه طاقاته نحو البناء والتغيير.
وإذا كانت المدارس الوضعية قد حققت بعض النجاح في ميادين الحضارة المادية، فقد أثبتت فشلها الذريع في تلبية حاجة الفرد لحياة كريمة حرة من قيود الابتذال والفجور، فكان التفسخ الأخلاقي والانحدار الخلقي والتفكك الأسري والفراغ العقائدي، هو أبرز معطيات الحضارة المادية التي صنعها الإنسان على صعيد الحياة الفكرية والشخصية والاجتماعية.
ولقد اقتضت حكمة الخالق تعالى أن يرشد الإنسان إلى الجذور والأصول التي يستقي منها معارفه وينهل منها حقائق هذا الوجود ليصل من خلالها إلى المعتقدات الصحيحة السليمة من الشوائب والبعيدة عن الانحراف بعد أن منحه تعالى الفطرة الصافية مشعلا يهديه إلى النور، نور العقيدة الإسلامية الحقة الذي أضاء بسناه ما حوله.
ومتى ما حكم الإنسان عقله يرى أن العقيدة الإسلامية تشكل نظاما متكاملا للحياة البشرية بمختلف أطوارها ويرسم الطريق لكل جوانبها وينسجم مع الفطرة الإنسانية ويضمن تحقق حاجات الفرد الروحية ورغباته المادية بشكل متوازن ودقيق، وبما يضمن كرامته وشخصيته.
وعلى قواعد هذه العقيدة يقوم بناء الشخصية، شخصية الفرد والمجتمع والدولة الإسلامية، وتنتظم العلائق والروابط، وتتحدد الحقوق والواجبات، وتتحقق العدالة والمساواة، ويستتب الأمن والسلام، وينشأ التكافل والتضامن،