خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٢٦
3 - قال: إن الرؤية لا تؤثر في المرئي لأن رؤية الرائي تقوم به.
فإذا كان هذا هكذا.
وكانت الرؤية غير مؤثرة في المرئي.
لم توجب شبيها ولا انقلابا عن حقيقة.
ولم يستحل على الله عز وجل أن يري عباده المؤمنين نفسه في جنانه (1).
حقيقة الرؤية وكيفيتها عندهم:
قالوا:
الرؤية معنى لا يتأثر به المرئي ولا يتأثر منه لا بإفعال ولا بانفعال (2).
وذلك المعنى هو (الادراك).
وعرفه الآمدي بأنه عبارة عن كمال يحصل به مزيد كشف على ما يخيل في النفس من الشئ المعلوم من جهة التعقل بالبرهان أو الخبر (3).
وقال الغزالي: الرؤية: نوع كشف وعلم، إلا أنه أتم وأوضح من العلم (4).
ويوضح الآمدي المقصود من زيادة الكشف التي تحصل من الادراك، ليصل منه إلى بيان مقصودهم من الرؤية، فيقول:: وبهذا نجد التفرقة بين كون الصورة معلومة للنفس مع قطع النظر عن تعلق الحاسة الظاهرة بها، وبين كونها معلومة مع تعلق الحاسة بها.
فإذا هذا الكمال الزائد على ما حصل في النفس بكل واحدة من الحواس هو

(1) الإبانة 17.
(2) غاية المرام 166.
(3) م. ن.
(4) قواعد العقائد 171.
(٢٢٦)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»