خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٢٩
أساسيات وقوع الرؤية عليه. ولما كان الله تعالى متجردا ومنزها عن الجهة والحيز يستحيل وقوع الرؤية عليه.
وباختصار شديد ومفيد: دليل الوجوب هو دليل نفي الرؤية. وقالوا أيضا: ان الذي تقع عليه الرؤية البصرية هو اللون والشكل من الأجسام المنظورة، وهما من الأعراض. والله منزه عن ذلك. والى المعنى يشير ما رواه الصدوق عن إسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) عن الله تبارك وتعالى: هل يرى في المعاد؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. يا ابن الفضل، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية، والله خالق الألوان والكيفيات. واستدلوا أيضا بالآيات الكريمة: 1 - (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير) - الانعام 103 -. وهي عمدة ما استدلوا به من النقول. قال القاضي المعتزلي: إدراك البصر ورؤية البصر في اللغة لا يختلفان. فإذا صح ذلك فيجب أن نقطع بأنه تعالى لا يرى بالابصار (1). وذلك لظهور الآية في ذلك، ولقرينة العقل التي تلزم بعدم صرفها عن هذا الظهور وحملها على معنى آخر غير هذا الذي هو ظاهرها.

(1) المختصر في أصول الدين 337.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»