خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢٢٣
وأيضا فان نظر الانتظار لا يكون في الجنة لان الانتظار معه تنغيص وتكدير، وأهل الجنة لهم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العيش السليم والنعيم المقيم.
وإذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين لأنهم كلما خطر ببالهم شئ أتوا به مع خطوره ببالهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز ان يكون الله عز وجل أراد نظر التعطف لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم.
وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو أن معنى قوله: (إلى ربها ناظرة) انها رائية ترى ربها عز وجل (1).
2 - (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني) - الأعراف 143 -.
بتقريب ان الله عز وجل لما كان قادرا على أن يجعل الجبل مستقرا كان قادرا على الأمر الذي لو فعله لرآه موسى، فدل ذلك على أن الله تعالى قادر على أن يري عباده نفسه وأنه جائز رؤيته (2).
3 - (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) - يونس 26 -.
قال الأشعري: قال أهل التأويل: النظر إلى الله عز وجل، ولم ينعم الله عز وجل على أهل جنانه بأفضل من نظرهم اليه: رؤيتهم له (3).
4 - (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) - ق 35 -.
قال الأشعري: قيل: النظر إلى الله عز وجل (4).

(1) الإبانة 12 - 13.
(2) الإبانة 14.
(٢٢٣)
مفاتيح البحث: الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»