خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢١٧
جاء في عوارف المعارف (1): وقال إبراهيم بن شيبان: علم الفناء والبقاء يدور على اخلاص الوحدانية وصحة العبودية، وما كان غير هذا فهو من المغاليط والزندقة.
وعليه لا بد من تحليل عباراتهم في هدي إشاراتهم ثم الحكم لهم أو عليهم.
ومع هذا قد نجد في عبارات بعضهم - وهم الغلاة منهم - ما يشطح إلى الاتحاد كما سيأتي.
وأما الاتحاد بمعنى التجلي أو ظهور الروحاني بالجسماني لها ما يشبهها عند بعض النصارى، فربما كان في البين تأثر.
فمن النصارى - كما يقول الشهرستاني - من قال: ظهر اللاهوت بالناسوت، فصار ناسوت المسيح مظهر الجواهر، لا على طريق حلول جزء فيه، ولا على سبيل اتحاد الكلمة التي هي في حكم الصفة، بل صار هو هو.
وهذا كما يقال: (ظهر الملك بصورة انسان) أو (ظهر الشيطان بصورة حيوان)... (2).
كما أنه من المؤسف أن نجد في الصوفية أمثال الحلاج الذي قال بوجود روح ناطقة غير مخلوقة تتحد بروح الزاهد المخلوقة، فيصبح الولي الدليل الذاتي الحي على الله (هوهو).
ومن ثم يقول الحلاج: أنا الحق (3).
ومثله ما نقل عن أبي يزيد البسطامي: أنه كان يقول: (لا إله الا أنا فاعبدوني) و (سبحاني ما أعظم شاني) (4).

(١) ص ٣٦٢.
(2) الملل والنحل 1 / 226.
(3) الموسوعة العربية الميسرة: مادة حلاج.
(4) م. ن: مادة بسطامي.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»