خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ٢١٤
أما في جانب الخير فكظهور جبرئيل (ع) ببعض الاشخاص والتصور بصورة اعرابي، والتمثل بصورة البشر.
وأما في جانب الشر فكظهور الشيطان بصورة انسان حتى يعمل الشر بصورته، وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه.
فكذلك نقول: ان الله تعالى ظهر بصورة اشخاص.
ولما لم يكن بعد رسول الله (ص) شخص أفضل من علي (ع) وبعده أولاده المخصوصون، وهم خير البرية، فظهر الحق بصورتهم، ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم.
فعن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم.
وإنما أثبتنا هذا الاختصاص لعلي (ع) دون غيره، لأنه كان مخصوصا بتأييد إلهي من عند الله تعالى فيما يتعلق بباطن الاسرار، قال النبي (ص): أنا أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر.
وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبي (ص) وقتال المنافقين إلى علي (ع).
وعن هذا شبهه بعيسى بن مريم (ع) فقال النبي (ص): لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا في عيسى بن مريم (ع) لقلت فيك مقالا (1).
2 - الصوفية:
قالوا: إن الله اتحد بالعارفين (2).
والاتحاد عندهم يعني وصول العارف إلى مرحلة الفناء التي يريدون بها فناء العارف في الله وفناءه عما سوى الله.
وهذه المرحلة أعلى مقامات النفس عندهم.
وعرفه العارف السهروردي بقوله: الفناء المطلق: هو ما يستولي من أمر الحق

(1) الملل والنحل 1 / 188.
(2) النافع يوم الحشر 36.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»