ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٨
وصيانتها بأنفسهم، وهكذا انقطعت الصلة بينهم وبين الرموز المعنوية التي يجب أن تقود حياتهم، والسبيل إلى تلافي هذا الفساد هو إشعار الناس أن حكما صحيحا يهيمن عليهم، لتعود إلى الناس ثقتهم الزائلة بحكامهم، ولكن هذا لم يكن سهلا قريب المنال، فثمة طبقات مستغلة منتفعة ناشئة لا تسيغ مثل هذا، ولذلك فهي حرية بأن تقف في وجه كل منهج إصلاحي ومحاولة تطهيره.
إذن فقد كان الإمام (عليه السلام) يدرك نتيجة لوعيه العميق للظروف الاجتماعية والنفسية التي كانت تجتاح المجتمع الإسلامي في ذلك الحين، ولأن المد الثوري الذي انتهى بالأمور إلى ما انتهت إليه بالنسبة إلى عثمان يقتضي عملا ثوريا يتناول دعائم المجتمع الإسلامي من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومن هنا كان رفض الإمام (عليه السلام) وامتناعه عن الاستجابة الفورية لضغط الجماهير والصحابة عليه بقبوله الخلافة، فقد أراد أن يضعهم أمام اختبار يكتشف به مدى استعدادهم لتحمل أسلوب الثورة في العمل، لئلا يروا فيما بعد أنه استغفلهم واستغل اندفاعهم الثوري حين يكتشفون صعوبة الشروط التي يجب أن
(٨)
مفاتيح البحث: الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست