تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٩٧
الفكر الاسلامي بمدرسة الخلفاء أثرا عظيما، ومن ثم دخلت الثقافة الإسرائيلية في الاسلام حتى صبغت جانبا منه بلونها.
ومن هنا انتشر من مدرسة الخلفاء الاعتقاد بأن الله جسم، وأن الأنبياء تصدر منهم المعاصي كما تغيرت النظرة إلى المبدأ والمعاد... إلى غيرها من أفكار إسرائيلية.
وعظم نفوذ هؤلاء في العهد الأموي، وخاصة في سلطان معاوية حيث اتخذ بطانة من النصارى أمثال: كاتبه سرجون، وطبيبه ابن أثال، وشاعره الأخطل من نصارى عصره!.
وكان معاوية - بالإضافة إلى ما ذكرنا - متطبعا بالطابع الجاهلي، وملتزما بأعرافه من التعصب القبلي وإحياء آثاره، وكانت له مع ذلك أهداف أخرى من قبيل:
توريث السلطة في عقبه، وكسر شوكة المعارضين له من المحافظين الذين يشهرون في وجهه سلاح سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فكان لابد له في علاج كل ذلك للوصول إلى أغراضه الجاهلية وأهدافه الخاصة من أن يصنع شيئا، فاستمد في هذا السبيل من بعض بقايا الصحابة ممن كان في دينه رقة وفي نفسه ضعف أمثال: عمرو بن العاص، وسمرة بن جندب، وأبي هريرة، فاستجابوا له ووضعوا له من الحديث ما يساعده على تحقيق أغراضه، ثم رووه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن ذلك ما رواه المدائني في كتاب الاحداث قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته!.
وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم وأكرموهم، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»