تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٩٤
وأبا الدرداء، وأبا ذر، وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق؟
قالوا: تنهانا؟!
قال: لا! أقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونرد عليكم، فما فارقوه حتى مات.
وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ 1: 7:
أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا مسعود الأنصاري، فقال:
أكثرتم الحديث عن رسول الله!
وفي تاريخ ابن كثير 8: 107:
وكان (عمر) يقول للصحابة: أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به.
وفي منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 4: 64:
قال عثمان على المنبر: لا يحل لاحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر، ولا في عهد عمر!
ويظهر أنه في هذا العصر كان ما رواه الدارمي وغيره: أن أبا ذر (رض) كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه، ثم قال: ألم تنه عن الفتيا؟
فرفع رأسه إليه فقال: أرقيب أنت علي؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أ ن تجيزوا علي لأنفذته.
هذه أمثلة مما كان على عهد الخلفاء الثلاثة من الحظر على الصحابة في نشر أحاديث الرسول، غير أنهم أحجموا عن الكلام ولم يفصحوا عن
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»