تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٩٢
وفي زمان صحة الرسول، قال عبد الله بن عمرو بن العاص:
كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شئ سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا؟!
فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله، فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال:
اكتب! فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق. رواه في سنن الدارمي 1:
125، وسنن أبي داود 2: 126، ومسند أحمد 2: 161 و 207 و 216.
ومن هنا تعرف سبب منعهم كتابة وصية الرسول في آخر ساعات حياته، وسبب منعهم من كتابة حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما تولوا الحكم ولم يبق مانع من ذلك.
وجاء في صحيح البخاري / كتاب العلم / باب العلم 1: 22:
لما حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندكم كتاب الله، فحسبنا كتاب الله!
واختلف أهل البيت واختصموا... قال: صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع.
وفي طبقات ابن سعد 5: 140:
إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بتحريقها. وبقي هذا المنع نافذا حتى ولي الحكم عمر بن العزيز الأموي (سنة 99)، فرفع المنع وكتب إلى أهل المدينة: أن انظروا حديث الرسول فاكتبوه، فإني قد خفت دروس العلم
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»