تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٩٦
فتح الباب للروايات الإسرائيلية إن مدرسة الخلفاء حين أغلقت على المسلمين باب التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحت لهم باب الأحاديث الإسرائيلية على مصراعيه، وذلك بالسماح لأمثال: تميم الداري الراهب النصراني، وكعب أحبار اليهود، وكانا قد أظهرا إسلامهما بعد انتشار الاسلام، وتقربا إلى الخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ففسحت مدرسة الخلفاء لهما ولأمثالهما المجال في أن يبثوا الأحاديث الإسرائيلية بين المسلمين كما يشاؤون.
وقد خصص الخليفة عمر لأول ساعة في كل أسبوع يتحدث فيها قبل صلاة الجمعة بمسجد الرسول، وجعلها عثمان على عهده ساعتين وفي يومين!.
أما كعب الأحبار اليهودي فقد كان الخلفاء عمر وعثمان ومعاوية يسألونه عن مبدأ الخلق، وقضايا المعاد، وتفسير القرآن... إلى غير ذلك؟!
وقد روى عنهما صحابة أمثال: أنس بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، ومعاوية... ونظرائهم من الصحابة والتابعين.
ولم يقتصر نقل الإسرائيليات على هذين العالمين من علماء أهل الكتاب وتلاميذهما فحسب، بل قام به ثلة معهما ومن بعدهما كذلك، وامتد على عهد الخلافة العباسية، ما عدا فترة حكم الإمام علي عليه السلام الذي طرد هؤلاء من مساجد المسلمين، وسماهم بالقصاصين، فلقد أثروا على
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»