تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٨٩
وجعلنا من كل مكروه فداه - بعد غيبته، فيستشهد بذلك على كونه في مرتبة أعلى من مرتبة العدالة ضرورة، ولكن لماذا لا يجرون مثل هذا الحكم في صحابة رسول الله، ويعتبرون تشرف الصحابة برؤية رسول الهدى برهان عدالتهم، أليس رسول الله أعظم من منتظر؟
أقول: الوجه في حكم المامقاني (قده) بعدالة من تشرف برؤية الحجة عجل الله فرجه، وكونه في أعلى درجة من العدالة: غيبته عن جميع الناس فاسقهم وعادلهم، فلو ظهر لشخص دل اختصاصه بهذا الشرف على كونه في أعلى درجة من العدالة والعبودية لله تعالى.
أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكن غائبا عن الناس حتى الكفار والمنافقين، فمجرد رؤية رسول الله واستماع كلام منه لا يستلزم كونه مسلما، فضلا عن كونه عادلا وتقيا.
وقال في ص 349:
وكل خطيئة الصحابة التي من أجلها ردوا رواياتهم وحكموا بردتهم، أنهم أنكروا النص على إمامة علي (عليه السلام).
أقول: من أنكر إمامة علي عليه السلام رغم تنصيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بالإمامة للمسلمين بعد ارتحاله (كما هو المتواتر في كتب أهل السنة، وكما سننقل جملة من أسانيده عن كتبهم عند قول المصنف في ص 691، ونقلنا هناك شهادة عدة كتب لهم بتواتره)، من أنكر ذلك كان ساقطا عن العدالة. لكنا لا نسلم إنكار جميع الصحابة أو جلهم لذلك، وإنما لم يظهروه خوفا من الحكام.
وقد نقلنا كلام كاشف الغطاء (قدس سره) عند التعليق على قول المصنف في ص 343، فراجع.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»