هو معد لي من علم الله، أي من نفس العلم الذي أخذت منه، ونسب لي لأني أنا الذي أتكلم معكم. كلانا في الهدف سواء، ومن هذا المصدر الذي أخذته منه، سوف يأخذ ويخبركم.
وأما عن وصف عيسى لنبي الإسلام وهو (سيخبركم بأمور آتية) فهذا تشير إليه الآيات ج 1 " توبيخ العالم " هذا لفظ لا يليق بمقام النبوات وإنما محمد جاء " شاهدا و مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " (سورة الأحزاب، الآيتين 45 و 46).
ج 2 آيات القرآن تبين أخذ العهد والميثاق على الرسل السابقين لمحمد r بأن الله سيبعث رسولا يرشد الناس وعلى أتباع الرسل متى جاء أن يصادقوا به ويؤمنوا بدعوته ويقومون بنصرته وتأييده و أشهدهم على ذلك بل وقارن الله شهادته بشهادتهم " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " (سورة آل عمران، الآية 81). لما ذكر الله تعالى خيانة أهل الكتاب بتحريفهم كلام الله عن مواضعه، وتغييرهم أوصاف رسول الله r الموجودة في كتبهم حتى لا يؤمنوا بمحمد r إن أدركوا حياته، وأن يكونوا من أتباعه و أنصاره، فإذا كان الأنبياء قد أخذ عليهم العهد أن يؤمنوا به ويبشروا بمبعثه فكيف يصح من أتباعهم التكذيب برسالته؟ ثم ذكر الله تعالى أن الإيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان وبين أن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه.
الكريمات (آلم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) (1) وأيضا قوله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام