بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ٢٣
إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) (2)، وقول عيسى عليه السلام (ذاك يمجدني) يشير إليه قوله تعلى (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) (3).
1 - أما بالنسبة لكلمة باراكليتوس فهي لفظه يونانية، تعنى شخصا بشريا يأتي بعد عيسى عليه السلام، ليبلغ الناس شريعة الله والكلمة اليونانية التي وضع بدلها لفظ المعزى كما يقول الآب متى المسكين " كلمة يونانية قديمة مكونة من مقطعين: الأول " بارا " ويفيد الملازمة، والثاني " كليتوس " ويفيد الدعوة للمعنه وينحصر على الصفة القضائية للشخص الذي يمكنه القانون من الدفاع والمحاماة، والشفاعة عن آخر، وقد وردت في اصطلاحات الربيين اليهود بهذا المعنى. وبالذات في كتابة العلامة فيلو اليهودي، وإنما كانت تنطق باللغة العبرية هكذا (البرقليط) وهذا النطق عينه هو الذي اشتق إلى الأخذ في اللغة العبرية البرقليط، ووردت أيضا بهذا المعنى في كتابات الأباء الرسوليين، وبالذات في رسالة برناباس، وتوجد وثيقة في كنيسة (فينا ) ليدسابيوس القيصري وردت فيها كلمة البراقليط كصفة أطلقت على شخص تبنى مسؤولية الدفاع عن المساحيين المتهمين بمسيحيتهم. وهي مقالة ممتعة فيها ينعت المسيحيون هذا الشخص، واسمه " فيتوش أيب، أجانوس " بالبراكليتي، لأنه حامى عنهم، وتشفع لهم جهارا معرضا حياته للهلاك... وهذه الوثيقة تصور كلمة الباركليت تصويرا واقعيا حيا. إنما على مستوى بشرى.
2 - ومما يدل على أن لفظ بيرقليط: يعنى نبيا آتيا من بعد عيسى عليه السلام - أن مونتانوس ادعى النبوة في القرن الثاني للميلاد، وزعم أنه البيرقليط الذي وعد بمجيئه عيسى، وكذلك ماني الفارسي في القرن الثالث. وهذا يدل على أن هذه
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»