بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠١
إن التوسل بالأطفال الأبرياء في الاستسقاء أمر ندب إليه الشرع الشريف، فهذا هو الإمام الشافعي يقول: أن يخرج الصبيان، ويتنظفوا للاستسقاء وكبار النساء ومن لا هيئة له منهن، ولا أحب خروج ذوات الهيئة ولا آمر بإخراج البهائم. (1) وما الهدف من إخراج الصبيان والنساء الطاعنات في السن، إلا استنزال الرحمة بهم وبقداستهم وطهارتهم، وكل ذلك يعرب عن أن التوسل بالأبرياء والصلحاء والمعصومين مفتاح استنزال الرحمة وكأن المتوسل بهم يقول: ربي وسيدي إن الصغير معصوم من الذنب، والكبير الطاعن في السن أسيرك في أرضك، وكلتا الطائفتين أحق بالرحمة والمرحمة، فلأجلهم أنزل رحمتك إلينا، حتى تعمنا في ظلهم.
فإن الساقي ربما يسقي مساحة كبيرة لأجل شجرة واحدة وفي ظلها تسقى الأعشاب غير المفيدة.
وعلى ضوء هذا التحليل يفسر توسل الخليفة بعم الرسول:
" العباس بن عبد المطلب " الذي سيمر عليك، وأنه كان توسلا بشخصه وقداسته وصلته بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتعلم بالتالي أن هذا العمل كان امتدادا للسيرة المستمرة، وأن هذا لا يمت إلى التوسل بدعاء العباس بصلة.

1. الأم: 1 / 248، باب خروج النساء والصبيان في الاستسقاء.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»