بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٩٩
بدعة، بل كانوا يرون التوسل بدعاء الصالحين طريقا إلى التوسل بمنزلتهم، وشخصيتهم، فإنه لو كان لدعاء الرجل الصالح أثر، فإنما هو لأجل قداسة نفسه وطهارتها، ولولاهما لما استجيبت دعوته، فما معنى الفرق بين التوسل بدعاء الصالح وبين التوسل بشخصه وذاته، حتى يكون الأول نفس التوحيد والآخر عين الشرك أو ذريعة إليه.
إن التوسل بقدسية الصالحين، والمعصومين من الذنب، والمخلصين من عباد الله لم يكن قط أمرا جديدا بين الصحابة بل كان ذلك امتدادا للسيرة الموجودة قبل الإسلام، فقد تضافرت الروايات التاريخية على ذلك وإليك البيان:
1. استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع:
لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير، حتى قال ابن حجر: إن أبا طالب يشير بقوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى عندما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام. (1) 2. استسقاء أبي طالب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم ":
أخرج ابن عساكر عن ابن عرفلة، قال: قدمت مكة وقريش في

(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»