بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠٢
3. التوسل بعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخرج البخاري في صحيحه، عن أنس: " أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب (رض) فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا.
قال: فيسقون ". (1) هذا عندما نص عليه البخاري وهو يدل على أن عمر بن الخطاب عند دعائه واستسقائه توسل بعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشخصه وشخصيته وقدسيته وقرابته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا بدعائه ويدل على ذلك:
قول الخليفة عند الدعاء: " اللهم كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " وهذا ظاهر في أن الخليفة قام بنفسه بالدعاء عند الاستسقاء، وتوسل بعم الرسول وقرابته منه في دعائه.
ج. التوسل بحق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأنبياء والصالحين وهناك لون آخر من التوسل وهو التوسل بحق الأنبياء والمرسلين، والمراد الحق الذي تفضل به سبحانه عليهم فجعلهم أصحاب الحقوق، وليس معنى ذلك أن للعباد أو للصالحين على الله حقا ذاتيا يلزم عليه تعالى الخروج منه، بل الحق كله لله، وإنما المراد

١. صحيح البخاري: ٢ / 27، باب صلاة الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا من كتاب الصلاة.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»