بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١٢
ويشاهدون أفعالنا، وليسوا بمنقطعين تمام الانقطاع عن الحياة الدنيوية وإليك شواهد من الآيات:
1. قال سبحانه: * (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) *. (1) نزلت الآيات في قصة النبي صالح حيث دعا قومه إلى عبادة الله وترك التعرض لمعجزته (الناقة) وعدم مسها بسوء، ولكنهم بدل ذلك فقد عقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم فعمهم العذاب فأصبحوا في دارهم جاثمين، فعند ذلك عاد النبي صالح يخاطبهم وهم هلكى، بقوله: * (فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) *.
وقد صدر الخطاب من النبي صالح " عليه السلام " بعد هلاكهم وموتهم، بشهادة قوله: * (فتولى عنهم) * في صدر الخطاب المصدرة بالفاء المشعرة بصدور الخطاب عقيب هلاك القوم.
فلو لم تكن هناك صلة بين الحياتين لما خاطبهم النبي صالح بهذا الخطاب.
2. قال سبحانه: * (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم

1. الأعراف / 78 - 79.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»