بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٩٦
علمه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " للضرير، والإمعان فيه يثبت هذا المعنى، وأنه يجوز لكل مسلم في مقام الدعاء أن يتوسل بذات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ويتوجه به إلى الله.
وإليك الجمل التي تدل على هذا النوع من التوسل:
1. اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك إن كلمة " بنبيك " متعلق بفعلين " أسألك " و " أتوجه إليك " والمراد من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه القدسية وشخصيته الكريمة لا دعاءه.
2. محمد نبي الرحمة نجد أنه يذكر اسم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ثم يصفه بنبي الرحمة معربا عن أن التوسل بذات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بما لها من الكرامة والفضيلة.
3. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي إن جملة: " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي " تدل على أن الضرير حسب تعليم الرسول، اتخذ النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه وسيلة لدعائه وتوسل بذاته بما لها من المقام والفضيلة.
وهذا الحديث يرشدنا إلى أمرين:
الأول: جواز التوسل بدعاء الرسول.
الثاني: جواز التوسل إلى الله بذات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بما لها من الكرامة والمنزلة عند الله تبارك وتعالى.
أما الأول، فقد جاء في محاورة الضرير مع النبي " صلى الله
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»