المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٨١
فلا معنى إذن.. لحصر فهم الآيات القرآنية والنصوص النبوية، التي فيها أيضا المحكم والمتشابه والعام والخاص و و الخ - كالقرآن - لا وجه لحصر فهمها بطائفة دون طائفة، ولا بفريق دون فريق.. فكل من فهم من القرآن أمرا صحيحا جديدا تعين عليه أن يلتزم به، ويعمل بما فهم.. وكم قد ترك الأول للآخر.. وكم من التفريعات الفقهية التي تنبه إليها المتأخرون، ولم يذكرها السلف، ولا أشار إليها ولا خطرت لهم على بال، ولا احتاجوا إليها إطلاقا.
10 - هذا كله.. عدا عما تقدم، من أن المانع هو الذي يحتاج إلى الدليل، وأما الآخرون فلا يدعون أن ذلك جزءا من الشريعة، ليصح الاحتجاج عليهم بفعل السلف، أو بعدم فعلهم.
11 - وبعد... فلو كان عمل السلف حجة، لدخل الكثير مما ليس من الدين في الدين، وذلك من قبيل ما أحدثه الأمويون في أيام عاشوراء، ولم يجترئ السلف على معارضتهم، بل اضطروا إلى مجاراتهم، فهل يكون عمل السلف هذا حجة على من بعدهم؟!
ومثل ذلك كثير في حياة السلف، وأعمالهم، ومواقفهم، يشمل سائر الأحوال والأعمال التي أرادهم الحكام عليها، ولم يمكنهم المخالفة فيها سواء في عهد الأمويين أو العباسيين.
12 - بل إن هؤلاء المانعين أنفسهم يعللون إقدام السيوطي على التأليف في مشروعية المولد بقولهم:
" وذلك إرضاء للعامة والخاصة أيضا من جهة. وتبريرا لرضي العلماء بها، وسكوتهم عنها، لخوفهم من الحاكم والعوام من جهة أخرى... " (1).
المواسم والموالد لهدم الإسلام وأما أن هذه المواسم والموالد قد جعلت لهدم الإسلام، والقضاء على العقيدة الإسلامية، فهو مصادرة على المطلوب.. وذلك لأن من يقيم المولد والموسم يقول : إن هذه المواسم والموالد قد جعلت لأجل إحياء الإسلام، وتركيز العقيدة الإسلامية.. وإذا ما كان هناك من يستغل بعض الأمور المحللة لأمور محرمة فلا

1 - الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف / ص 57.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»