المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٨٥
وأما الشيعة فإنهم ينوحون ويبكون، أسفا لقتل سيد الشهداء فيه ". (1) ويقول المقريزي: ".. فلما زالت الدولة اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور، يوسعون فيه على عيالهم، وينبسطون في المطاعم، ويتخذون الأواني الجديدة، ويكتحلون، ويدخلون الحمام، جريا على عادة أهل الشام، التي سنها الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان، ليرغموا به آناف شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين بن علي، لأنه قتل فيه.. ".
قال: " وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب، من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط " (2).
أما ابن حجر الهيثمي والزرندي، فيقولان في معرض نهيهما عن الندب، والنياحة، والحزن يوم عاشوراء، الذي هو من بدع الرافضة ونهيهما عن العمل ببدع الناصبة، المتعصبين على أهل البيت، أو الجهال، المقابلين الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة، والشر بالشر، من إظهار غاية الفرح واتخاذه عيدا، وإظهار الزينة فيه، كالخضاب، والاكتحال، ولبس جديد الثياب، وتوسيع النفقات، وطبخ الأطعمة والحبوب الخارجة عن العبادات، واعتقادهم: أن ذلك من السنة والمعتاد.. " (3).
وحتى ابن تيمية نجده ينكر هذا الأمر، فيقول: ".. وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء، وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة، المقابلة للرافضة ". (4) هذا.. وقد ورد في زيارة عاشوراء المروية عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:
" اللهم، إن هذا يوم تبركت به بنو أمية، وابن آكلة الأكباد ". (5)

١ - الكنى والألقاب / ج ١ / ص ٤٣١، وراجع: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري / ج ١ / ص ١٣٧ عن الآثار الباقية، للبيروني ط أوربا / ص ٣٢٩.
٢ - الخطط والآثار / ج ١: ص ٤٩٠، والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري / ج ١ / ص ١٣٨ عنه.
٣ - الصواعق المحرقة / ص ١٨١ / ١٨٢ ونظم درر السمطين ص ٢٢٨ / 229 / 230.
4 - اقتضاء الصراط المستقيم / ص 301.
5 - مصابيح الجنان / ص 291.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 91 ... » »»