المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٧٧
الكلام فيه عن سابقة.
وليراجع الوجهان اللذان ذكرناهما حين الكلام على تقسيمات البدعة، ليتضح فساد ما ذكر هنا. مشابهة النصارى وأما حديث: أن في ذلك مشابهة للنصارى في أعيادهم الزمانية والمكانية..
فيكفي أن نذكر: أن عيد الفطر وعيد الأضحى يشبهان الأعياد الزمانية للنصارى أيضا، كما أن الحج مثلا - حسب تفسيرهم للعيد - يشبه أعيادهم المكانية بالإضافة إلى سائر أيام عيد الأضحى.. فينبغي أن يصبح عيد الفطر والأضحى محرمين وكذلك الحج، حسب ما يقتضيه الدليل المذكور. كما وينبغي تحريم بناء المساجد، بل وتحريم الاجتماع فيها للصلاة لأنه يشبه تجمع النصارى في كنائسهم.. كذا ينبغي تحريم الأكل والشرب ولبس الثياب.. وركوب الدابة إلى غير ذلك.
وأيضا... فإن المتشابهة للنصارى، إن كانت في أمور تقتضيها طبيعة البشر وحياتهم وتعاملهم العادي والطبيعي، فلا مانع منها، وإن كانت نتيجة لتشريع إلهي يتحرى مصلحة البشر وسعادتهم، فلا مانع من ذلك أيضا.
وأما إذا كانت نتيجة اجتهاد بشري في مقابل التشريع الإلهي، بهدف إبطال الشرع والدين، أو بهدف الزيادة أو إحداث النقص فيه، فذلك هو الذنب، وتلك هي الجريمة بعينها، ولكن ما نحن فيه، إنما هو من القسم الأول.. بل ومن القسم الثاني كما سيتضح، لا من القسم الأخير. يوم ولادته.. يوم موته (ص) قال أبو بكر جابر الجزائري - تبعا لغيره - حول إعلان الفرح بمولده الشريف: "... وإن كان باليوم الذي ولد فيه، فإنه أيضا اليوم الذي مات فيه، ولا أحسب عاقلا يقيم احتفال فرح وسرور باليوم الذي مات فيه حبيبه.. إلى أن قال: أضف إلى ذلك: أن الفطرة قاضية: أن الإنسان يفرح بالمولود يوم ولادته، ويحزن عليه يوم موته، فسبحان الله، كيف يحاول الإنسان غرورا تغيير
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»