المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٧٨
الطبيعة... " (1).
ويقول: إنه لم يدع أحد، أنه حتى في يوم الوفاة لا بد من الفرح والسرور، ولا يلزم من قول المجوزين للمواسم والذكريات ذلك.
بل هم يقولون: إن كل ذكرى، لا بد وأن يعمل فيها ما يناسبها، ولأجل ذلك نجد الحملة الشعواء من ابن تيمية، ومن لف لفه، على الروافض على إقامتهم المآتم في عاشوراء، والأفراح في يوم الغدير، ويوم المولد، وأشباهه. أضف إلى ذلك.. أنهم كما يقيمون الأفراح في مثل يوم مولده، ومبعثه صلى الله عليه وآله وسلم، كذلك هم يقيمون العزاء، والحزن في مثل يوم وفاه.
وأما كون يوم وفاته هو يوم ولادته فهو ليس مما ينبغي أن يقال هنا، لأن الذكريات إنما تقام لصاحب الذكرى في كل عام مرة، وهذا يتوقف على الاختلاف في تواريخ الذكريات من حيث موقعها من الأشهر، والأيام فيه.
ولا تقام في كل أسبوع مرة، بحيث ينشغل الناس بها باستمرار، وتختل أعمالهم، وتتأثر مصالحهم، حتى يقال: إنه قد اجتمع يوم الحزن وهو والوفاة يوم الاثنين، مع يوم الفرح، وهو الولادة يوم الاثنين.
هذا كله... فضلا عن اعترافه أخيرا، بأن الفطرة قاضية بالفرح يوم المولد، وبالحزن يوم الوفاة، والناس قد علموا في هذا الأمر تماما وفق مقتضيات الفطرة، والذين يمنعون من ذلك هم المخالفون لأحكام الفطرة، ولمقتضياتها.. كما هو الظاهر للعيان.
وليس ما نحن فيه إلا أدل دليل على ذلك. موقف السلف من الأعياد والمواسم وأما ما ذكروه من أن السلف، لم يقيموا هذه المواسم، ولم يفعلوا شيئا من هذه الأعياد، أو لم ينقل ذلك عنهم، فنقول:
1 - لسوف يأتي إن شاء الله تعالى أن السلف قد اختلفوا ببعض الأعياد

1 - الإنصاف في ما قيل في المولد من العلو والإجحاف / ص 54 / 55، وراجع كلام الفاكهاني ص 85 وفي رسالة حسن المقصد للسيوطي، الموجودة في الحاوي للفتاوي / ج 1 / ص 190 - 192، والقول الفصل / ص 51.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»