المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٤٩
وأوثانا ". (1) وقال ابن القيم والبركوي: " وكان للمشركين أعياد زمانية، ومكانية. فلما جاء الله بالإسلام أبطلها، وعوض الحنفاء منها عيد الفطر، وأيام منى، كما عوضهم من أعياد المشركين المكانية بالكعبة، ومنى، ومزدلفة، وعرفة، والمشاعر ". (2) وقال ابن تيمية: "... وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وأما محبة للنبي (ص) والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع، من اتخاذ مولد رسول الله (ص) عيدا، مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، مع عدم قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرا محضا، أو راجحا لكان السلف (ر ض) أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله وتعظيما له منا... ". (3) وقال: " حتى أن بعض القبور يجتمع عندها القبوريون في يوم السنة، ويسافرون لإقامة العيد، إما في المحرم، أو رجب، أو شعبان أو ذي الحجة، أو غيرها. وبعضها يجتمع عندها في عاشوراء، وبعضها في يوم عرفة، وبعضها في النصف من شعبان الخ... ". (4) وقال: "... فإن اعتياد قصد المكان المعين في وقت معين، عائد بعد السنة، أو الشهر، أو الأسبوع هو بعينه معنى العبيد. ثم ينهى عن دق ذلك، وجله.
وهذا هو الذي تقدم عن الإمام أحمد إنكاره. قال: وقد أفرط الناس في هذا جدا ، وأكثروا، وذكر ما يفعل عند قبر الحسين.
وقد ذكرت فيما تقدم: أنه يكره اعتياد عبادة في وقت إذا لم تجئ بها السنة فكيف اعتياد مكان معين في وقت معين.
ويدخل في هذا ما يفعل بمصر عند قبر نفيسة وغيرها، وما يفعل بالعراق عند القبر الذي يقال: إنه قبر علي رضي الله عنه، وقبر الحسين، وحذيفة بن اليمان،

1 - زاد المعاد / ج 1 / ص 146، وراجع: الصارم المكي / ص 299.
2 - عون المعبود / ج 6 / ص 32، وفتح المجيد في شرح عقيدة التوحيد / ص 257، وزيارة القبور الشرعية والشركية / ص 15.
3 - اقتضاء الصراط المستقيم: ص 294 - 296.
4 - المصدر السابق / ص 375 / 376.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»