المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٦٢
الاحتفالات والمواسم بدعة قد تقدم أنهم يعتبرون المواسم والذكريات، ونحوها بدعة.
وقد حاول البعض التخلص من هذا الاتهام، والرد عليه، فقال ابن حجر:
" عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح، من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا، فلا ". (1) وقال الحلبي الشافعي: "... جرت عادة كثير من الناس: إذا سمعوا بذكر وصفه (ص) (2) أن يقوموا تعظيما له (ص).
وهذا القيام بدعة، لا أصل لها. أي ولكن هي بدعة حسنة، لأنه ليس كل بدعة مذمومة، وقد قال سيدنا عمر (رض) في اجتماع الناس لصلاة التراويح:
نعمت البدعة هي. (3) وقد قال العزيز بن عبد السلام: إن البدعة تعتريها الأحكام الخمسة، وذكر من أمثلة كل ما يطول ذكره... (4) ولا ينافي ذلك قوله (ص): " إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " وقوله (ص): " من أحدث في أمرنا، أي شرعنا، ما ليس منه، فهو رد عليه "، لأن هذا عام أريد به خاص، فقد قال إمامنا الشافعي قدس الله سره: ما أحدث وخالف كتابا أو سنة، أو إجماعا أو أثرا ، فهو البدعة

1 - رسالة حسن المقصد، المطبوعة مع النعمة الكبرى على العالم / ص 88 ، والتوسل بالنبي وجهلة الوهابيين / ص 114.
2 - أي ولادته (ص).
3 - كلام عمر موجود أيضا في تهذيب الأسماء واللغات، قسم اللغات / ج 1 / ص 23، ونصب الراية / ج 2 / ص 153، ودلائل الصدق / ج 3 / قسم 1. وحول استحسان بعض البدع، راجع: المصنف / ج 3 / ص 78 و 79 و 80.
4 - راجع كلام العزيز بن عبد السلام أيضا في تهذيب الأسماء واللغات / قسم اللغات / ج 1 / ص 22 / 23 / وفي القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل / ص 47 من قواعد الأحكام في مصالح الأنام / ج 2 / ص 172 174، وقريب منه كلام القرافي الذي نقله عنه الشاطبي في الاعتصام / ج 1 / ص 147 - 150.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 59 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»