المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٤
(حدثنا) عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يومئذ يطالبان أرضيهما من فدك و سهمه من خيبر فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا نورث ما تركنا صدقة " إنما يأكل آل محمد عليهم السلام من هذا المال، قال أبو بكر: والله: لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته، قال فهجرته فاطمة الزهراء فلم تكلمه حتى ماتت.
(متفق عليه) " الجامع الصحيح " للبخاري (2 / 96 995) الباب الأول من كتاب الفرائض الجزء 27

* (فدك) بالتحريك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان أو ثلاثة أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع صلحا فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها عين فوارة ونخيل كثيرة " المعجم البلدان " (6 / 342) وفي رواية هشام بن سعد، عن عباس بن عبد الله بن معبد، عن جعفر قال: جاءت فاطمة الزهراء سلام الله عليها إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي عليه السلام، فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث " ما تركنا صدقة " وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعول فعلي، فقال علي: ورث سليمان داود و قال زكرياء يرثني ويرث من آل يعقوب، قال أبو بكر: هو هكذا وأنت والله تعلم مثلما أعلم، فقال علي عليه السلام، هذا كتاب الله ينطق (فينا) فسكتوا وانصرفوا. رواه ابن سعد (2 / 315) وفي كلام سبط ابن الجوزي الحنفي: إن أبا بكر كتب لها بفدك ودخل عليه عمر بن الخطاب فقال: ما هذا؟ فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها فقال عمر: ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟ ثم أخذ عمر الكتاب فشقه. رواه برهان الدين الحلبي الشافعي في " السيرة الحلبية " (2 / 485) وفي رواية وقالت فاطمة الزهراء لعمر: بقر الله بطنك كما بقرت كتابي، أي شق الله بطنك.
وفي رواية عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة، حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن أم هانئ: أن فاطمة الزهراء قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت؟ قال: ولدي وأهلي (قالت: فما لك ورثت النبي دوننا؟ رواه ابن سعد (2 / 314) وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي وفي رواية، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعت فاطمة الزهراء عليها السلام إنه كان ينحلها فدكا فقال أبو بكر: أنت أعز الناس علي فقرا، وأحبهم إلي غنى، لكني لا أعرف صحة قولك ولا يجوز أن أحكم بذلك فشهد لها أم أيمن، و مولى لرسول الله عليه السلام فطلب منها أبو بكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم يكن... رواه الرازي في تفسيره (29 / 284)
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»