المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٣
(حدثنا) أحمد بن عبد الله بن يونس، وقتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث بن سعد، قال: ابن يونس: نا ليث، نا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي، أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول:
" إن بني هاشم هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم " فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها " " متفق عليه " واللفظ لمسلم أخرجه في (2 / 290) في باب من فضائل فاطمة الزهراء)

* وقد جاء في هذا الباب أحاديث كثيرة فمنها ما رواه الحاكم (3 / 153) من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " صححه الحاكم وتكلم فيه الذهبي بغير حجة، ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (22 / 401) الحديث (1001) وعنه الهيثمي وقال: إسناده حسن وكذا في " مجمع الزوائد " (9 / 203) وفي رواية " إنما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها " وصححه الحاكم وفي حديث " إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها " هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الحاكم (3 / 159) وفي حديث علي بن أبي طالب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة ناد منادي من وراء الحجاب: يا أهل الجمع: غضوا أبصاركم عن فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر " رواه الحاكم (3 / 161) وقال صحيح الإسناد، والطبراني في " المعجم الكبير " (1 / 180) وقال العلامة العزيزي هذا حديث حسن، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل بني أنثى عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة الزهراء فأنا وليهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم " رواه الحاكم (3 / 164) وفي حديث ابن عباس مرفوعا " إن ابنتي فاطمة حوراء إذ لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار " أخرجه النسائي.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر: ثم وهب الله لفاطمة الزهراء سلام الله عليها من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا. وكذا في " فتح الباري " (7 /) وفي حديث ابن عباس قال: لما زفت فاطمة الزهراء سلام الله عليها إلى علي عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وسلم قدامها وجبريل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله و يقدسونه حتى طلع الفجر " رواه الخطيب (5 / 7) وفي حديث عائشة أم المؤمنين قالت: يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة الزهراء قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد أن تعلقها عسلا؟ قال: " نعم يا عائشة: إني ما أسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما نزلت واقعت خديجة عليها السلام ففاطمة من تلك النطفة وهي حوراء إنسية كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها " رواه الخطيب (3 / 87)
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»