المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٦٥
(حدثنا) معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت دخلت على أبي بكر، فقال: في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة.
وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في يوم الاثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قلت: يوم الاثنين، قال: أرجو فيما بيني وبين الليل فنظر إلى ثوب عليه، كان يمرض فيه به درع من زعفران، فقال: اغسلوني ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما، قلت: إن هذا خلق، قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة، فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح.
(متفق عليه) واللفظ للبخاري (1 / 186) في باب موت يوم الاثنين من كتاب الجنائز

* (قوله): في كم كفنتم النبي؟ " وقال الحافظ ابن حجر في شرحه: ويحتمل أن يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقة لأنه لم يحضر لاشتغاله بأمر البيعة " قاله في " فتح الباري " (3 / 253) ويؤيده ما رواه الحافظ ابن أبي شيبة (شيخ البخاري ومسلم) في " المصنف " (14 / 568) الحديث (18892) قال: حدثنا ابن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه (عروة بن الزبير) إن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكانا في الأنصار فدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرجعا في باب خلافة أبي بكر من كتاب المغازي و رواه عنه العلامة الهندي في " كنز العمال " (3 / 140) كتاب الخلافة والإمارة وكذا في " منتخب كنز العمال " (2 / 174) وفي رواية، فلما فرغ أبو بكر من البيعة رجع إلى المسجد فقعد على المنبر فبايعه الناس حتى أمسى وشغلوا عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى آخر الليل من ليلة الثلاثاء مع الصبح، رواه محب الدين الطبري في " الرياض النضرة " (1 / 215)، و في رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أنه قال لأبي بكر: أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ وفي كلام فاطمة الزهراء سلام الله عليها قالت لعمر بن الخطاب: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا، رواهما ابن قتيبة الدينوري في " الإمامة والسياسة " (1 / 12) وقال الكرماني وتبعه البرماوي والعيني، وأما دفنه صلى الله عليه وسلم فكان العباس وعلي بن أبي طالب وطائفة مباشرين لذلك.
(أقول) ويؤيده ما رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (11 / 208) من حديث ابن عباس أنه قال: كان الذي نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والفضل وقثم أبناء العباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال أوس بن خولي لعلي عليه السلام: يا علي: أنشدك بالله في حظنا من رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنزل مع القوم فنزل فكانوا خمسة، وفي هذا الباب عن أبي ذؤيب وغيره وفي رواية: لم يحضر دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة وفات أكثرهم الصلاة عليه ذلك
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»