المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٤٥
(حدثنا) عبد العزيز بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " فغضبت فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال:
لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل به إلا إني عملت به فإني أخشى أن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، وأما خيبر و فدك فأمسكهما عمر وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعدوه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال: فهما على ذلك إلى اليوم " قال أبو عبد الله، اعتراك افتعلت من عروته أصبته ومنه يعروه واعتراني.
(متفق عليه) أخرجه البخاري في (1 / 435) باب فرض الخمس من كتاب الجهاد الجزء / 12

* وفي رواية علي بن أبي طالب، فلما توفيت فجاء نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهن إلى بني هاشم في العزاء إلا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإنها لم تأت وأظهرت مرضا ونقل إلى علي كرم الله وجهه عنها كلام يدل على السرور.
(قوله: فغضبت فاطمة الزهراء وفي رواية حسان بن سدير، عن أبيه قال: سألت جعفر محمد الباقر عليه السلام عن أبي بكر وعمر؟
فقال: يا أبا الفضل: ما تسألني عنهما، فوالله ما مات منا ميت إلا ساخط عليهما، وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما، يوصي بذلك الكبير منا الصغير، إنهما ظلمانا حقنا (يعني الخلافة) ومنعانا فيئنا (يعني الخمس والغنيمة والأنفال) وكانا أول من ركب أعناقنا (كناية عن القهر والتسلط بغير حق) وشقا علينا شقا في الإسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا، ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ولكتم من أمورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت. إلا هما أسسا أولهما، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين رواه أبو جعفر الكليني في " كتاب الروضة " صفحة 198 الحديث (340)
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»