المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٣٦
(حدثنا) أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، نا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فلما رآها رحب بها، فقال: " مرحبا بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت وقالت: سارني فأخبرني بموته) قلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، قالت: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله؟
فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وإنه، عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله، واصبري فإنه نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية، فقال: " يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ " قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت.
(متفق عليه) واللفظ لمسلم أخرجه في (2 / 290) باب من فضائل فاطمة الزهراء.

* وفي رواية ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير رجالكم علي بن أبي طالب وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة بنت محمد صلى الله عليها ". أخرجه الخطيب (4 / 312) وفي حديث حذيفة بن اليمان قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم خرج فتبعته فإذا عارض قد عرض له فقال لي: " يا حذيفة هل رأيت العارض الذي عرض لي؟ " قلت: نعم. قال: " ذاك ملك من الملائكة استأذن ربه يسلم علي ويبشرني بالحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " أخرجه الحاكم (3 / 381) وقال الذهبي: صحيح، وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (8 / 78) قولها عليها السلام ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فيه تعريض على عائشة لأنها أفشت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»