المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٦٥
(حدثنا) إسماعيل بن موسى، نا محمد بن عمر بن الرومي، نا شريك، عن سلمة ابن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي كرم الله وجهه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة، أنا دار الحكمة وعلي بابها " أخرجه الترمذي في (4 / 329) وفي الباب عن ابن عباس.

* هذا حديث صحيح، صححه ابن جرير الطبري والحاكم وحسنه ابن حجر والعلائي وجماعة من حفاظ المحدثين منهم الترمذي والسيوطي وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " لسان الميزان " (/) وقال السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (1 / 334) وأي استحالة في أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا في حق علي كرم الله وجهه ولم يأت كل من تكلم في هذا الحديث.
وفي هذا الباب عن جابر بن عبد الله وابن عباس وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبي ذر وأنس بن مالك وغيره.
وفي رواية أبي ذر مرفوعا " علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودته عبادة " وفي حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول:
" هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله " يمد بها صوته " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب " رواه الخطيب في " تاريخه " (2 / 377) وأيضا في (4 / 219) بدون الطرف الثاني.
وفي رواية جابر بن عبد الله عند الدارمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة الحكم أو الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت بابها " أخرجه في " المؤتلف والمختلف " (2 / 625) وعن ابن عباس أخرجه الطبراني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه " المعجم الكبير (11 / 65) برقم (1160) قال العزيزي في " السراج المنير " (2 / 68) فيه التنبيه على فضل علي كرم الله وجهه واستنباط الأحكام الشرعية منه، وقال أيضا: يؤخذ منه أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم وقال الحفني في " الحاشية " قوله: " فليأت الباب " يعني عليا فقد ورد أن العلم جزئ عشرة أجزاء أعطى علي تسعة.
أجزاء والناس جزأ ولذا سئل معاوية فقال للسائل: سل عليا فإنه أعلم مني " وقال أيضا في (2 / 458) فإنه مدينة العلم ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في فك المشكلات وقد قال عمر بن الخطاب لولا علي لهلك عمر وفي رواية أنس قال: قيل: يا رسول الله: عمن نكتب العلم؟ قال: " عن علي وسلمان " رواه الخطيب (4 / 158)
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 169 170 171 ... » »»