المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٥٤
(حدثنا) علي بن المنذر الكوفي، نا محمد بن فضيل، نا الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض.
فانظروا كيف تخلفوني فيهما " أخرجه الترمذي في (4 / 343) وقال: هذا حديث حسن.

* سند هذا الحديث حسن لأجل عطية بن سعد العوفي وهو ثقة وقال ابن سعد وله أحاديث صالحه وتكلم فيه بعضهم بلا حجة والحديث متواتر من حيث المتن فقد رواه عن النبي صلى الله عليه وآله جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب عند بن أبي عاصم في " السنة " و الطحاوي في " مشكل الآثار " وزيد بن أرقم عند مسلم والترمذي وأحمد والحاكم وغيرهم، وأبو سعيد الخدري عند الترمذي و أحمد وأبو يعلى وعبد الرحمن بن عوف عند الحاكم وأبي يعلى وزيد بن ثابت عند أحمد والطبراني وعبد بن حميد وابن أبي شيبة والطبراني وغيرهم وأبو الطفيل عند الحاكم والدارقطني وحذيفة بن أسيد عند الخطيب البغدادي في تاريخه وأبو ذر الغفاري عند الدارقطني في " المؤتلف والمختلف " وجبير بن مطعم عند الطبراني وعنه الهيثمي وابن عمر عند الطبراني وبالجملة فالحديث متواتر بكثرة طرقه.
قوله صلى الله عليه وآله: " ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " ويؤيده ما قال أمير المؤمنين: إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا و جعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا " رواه الكليني (1 / 246) في الحجة.
وفي حديث ابن عباس عند الإمامية قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: " أيها الناس اسمعوا قولي واعرفوا حق نصيحتي ولا تخلفوني في أهل بيتي إلا بالذي أمرتم به من حفظهم فإنهم حامتي وقرابتي وإخوتي وأولادي وإنكم مجموعون ومسائلون عن الثقلين: فانظروا كيف تخلفوني فيهما، إنهم أهل بيتي فمن آذاهم ومن ظلمهم ظلمني ومن أذلهم أذلني ومن أعزهم أعزني ومن أكرمهم أكرمني ومن نصرهم نصرني ومن خذلهم خذلني ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني، أيها الناس: اتقوا الله و انظروا ما أنتم قائلون " إذا لقيتموه فإني خصم لمن آذاهم ومن كنت خصمه خصمته أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم " رواه الشيخ الصدوق في " الأمالي " ص / 65 الحديث / 11 من المجلس / 15، وله شواهد كثيرة عند الطبراني والحاكم قوله: " صلى الله عليه وآله: (فانظروا كيف تخلفوني فيهما " على هذا المعنى يتنزل.
وفي حديث ابن عباس: بكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: " إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي " رواه الصدوق ص / 129 من آماليه " وفي حديث أمير المؤمنين " قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم، عليكم بالقبر، فإن العاقبة للمتقين: أنتم حزب الله، وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم وويل لمن عصاكم، أنتم حجة الله على خلقه والعروة الوثقى من تمسك بهما اهتدى ومن تركها ضل، أسأل الله لكم الجنة، لا يسبقكم أحد إلى طاعة الله، فأنتم أولى بها " رواه المفيد في " الأمالي " ص / 110
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»