المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٦٧
(حدثنا) قتيبة، نا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه: قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فتطاولنا لها، فقال: " ادعوا لي عليا " قال: فأتاه وبه رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه وأنزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) الآية دعا رسول صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة (الزهراء) وحسنا وحسينا (عليهم السلام) فقال: " اللهم هؤلاء أهلي " أخرجه الترمذي (4 / 330) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

* (قوله: فلن أسبه) وفي رواية أبي بكر عن خالد بن عرفطة قال: أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال لي: إنكم تسبون عليا قال: قلت: قد فعلنا قال: لعلك قد سببته فقلت: معاذ الله: قال: فلا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي رأسي ما سببته أبدا بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت. أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (2 / 590) الحديث (1353) قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم هؤلاء أهلي ".
وقال ابن تيمية: أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت فهذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل، بل هو أفضل أهل البيت وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه دار على علي وفاطمة الزهراء وحسن وحسين عليهم السلام فقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي " فتاوى ابن تيمية (4 / 496) وقال شيخ الإسلام الحفني في " الحاشية " على السراج المنير (1 / 46) والمراد بأهل البيت علي وفاطمة الزهراء و ذريتهما وذلك لأن شدة حبه لهم تنشأ عن شدة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولله تعالى وهذا يلزمه قوة الإيمان المستلزمة للنجاة وقال ابن تيمية في " منهاج السنة " (2 / 118) وأما آية ابتهال ففي الصحيح أنها لما نزلت أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام ليباهل بهم لكن خصهم بذلك لأنهم كانوا أقرب إليه من غيرهم.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 169 170 171 172 173 ... » »»