المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٦٤
(حدثنا) سفيان بن وكيع، نا أبي، عن شريك، عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: نا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين فقالوا: يا رسول الله: خرج إليك ناس من أبناءنا وإخواننا، وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا؟ فأرددهم إلينا، فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان قالوا: من هو يا رسول الله؟
فقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟
قال: " هو خاصف النعل " وكان أعطى عليا نعله يخصفها، قال: ثم التفت إلينا علي عليه السلام فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " أخرجه الترمذي في (4 / 327) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

* هذا حديث صحيح وقال الحاكم والذهبي: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين والحديث أخرجه الخطيب في " تاريخه " (٨ / ٤٣٣) من طريقه عن ابن فضيل، عن الأجلح قال: حدثني قيس بن مسلم وأبو كلثوم، عن ربعي و فيه فقال له أبو بكر وعمر: صدق يا رسول الله: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: " لا " قال له عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: " لا " ولكنه خاصف النعل " قال: وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله. وأخرجه أبو يعلى في " المسند " (٢ / ٢٩ برقم ١٠٨١) وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي، فقال: " إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " فقال أبو بكر: أنا؟ قال: " لا " قال عمر " أنا قال " لا " ولكن صاحب النعل " أخرجه النسائي في " الخصائص " ص / 166 برقم 156 وأحمد في " المسند " (2 / 31، 33، 82) وابن أبي شيبة (12 / 64) والحاكم (3 / 122) وأبو نعيم في " حلية الأولياء " (1 / 67) وفي رواية أبي سعيد عند الحاكم: قال: " ولكن خاصف النعل " يعني عليا فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث علم من أعلام النبوة وفيه منقبة عظيمة لعلي عليه السلام.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 169 170 ... » »»