المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٧
(حدثنا) موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد ابن عمرو بن سعيد، قال: أخبرني جدي (سعيد بن عمرو بن عاص) قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومعنا مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: هلكت أمتي على أيدي غلمة من قريش ".
فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانا أحدثا قال لنا عسى هؤلاء أن يكونوا منهم قلنا أنت أعلم.
أخرجه البخاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي من كتاب الفتن (2 / 1046) الجزء / 29

* (قوله) لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت " وكان أبو هريرة يعرف أسمائهم وأعيانهم وسكت عن تعيينهم مخافة مفاسد وكأنهم يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد ونحوهم من أحداث ملوك بني أمية فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسبيهم وقتل خيار المهاجرين والأنصار وقال ابن كثير: وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا أنه قتل الحسين وأصحابه عليهم السلام على يدي عبيد الله بن زياد، وفي رواية أبان بن الوليد قال: كتب ابن عباس إلى يزيد بن معاوية: ولعمري ما تعطينا مما في يدك لنا إلا القليل وتحسبه منه العريض الطويل لا أبا لك أتراني أنسى قتلك حسينا وفتيان بني المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام غادرتهم جنودك بأمرك فأصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين في الدماء مسلوبين بالعراء لا مكفنين ولا مستورين تفيهم الرياح رواه الطبراني (١٠ / ٢٩٦ برقم ١٠٥٩٠) وروى البلاذري قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام كتب عبد الله بن عمر إلى يزيد بن معاوية: أما بعد فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة وحدث في الإسلام حدث عظيم ولا يوم كيوم قتل الحسين، فكتب إليه يزيد: أما بعد يا أحمق فإنا جئنا إلى بيوت مجددة وفرش ممهدة، ووسائد منضدة فقاتلنا عنها فإن يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا، وإن كان الحق لغيرنا فأبوك (عمر بن الخطاب) أول من سن هذا واستأثر بالحق على أهله. وفي رواية أبي بكر بن الأشج أن معاوية قال ليزيد: كيف تراك فاعلا إن وليت؟ قال: كنت والله يا أبة عاملا فيهم عمل عمر بن الخطاب رواه ابن أبي الدنيا وعنه ابن كثير في " تاريخه " (٨ / ٢٣٢) وفي رواية أبي هريرة أنه قال: في كيس هذا حديث لو حدثتكموه لرجمتموني ثم قال: اللهم لا أبلغن رأس الستين قالوا: وما رأس الستين؟
قال: إمارة الصبيان وبيع الحكم وكثرة الشرط والشهادة بالمعرفة ويتخذونه الأمانة غنيمة والصدقة مغرما ونشو يتخدون القرآن مزامير قال حماد بن سلمة: وأظنه قال: والتهاون بالدم. رواه الطبراني في " الأوسط " (2 / 236 برقم 1419)
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»