المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٢٠
(حدثنا) الصلت بن محمد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس، وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين ولأن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولأن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون.
قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من من الله من به علي و أما ما ذكرت من صحبة أبي بكر، ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى بي من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه.
قال حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بهذا.

* تفرد به البخاري وأخرجه في باب مناقب عمر بن الخطاب من كتاب المناقب (1 / 521) الجزء / 14 وفي رواية عند الخطيب (11 / 168) قال عمر: لو كان لي ما بين المشرق إلى المغرب لافتديت به من هول المطلع قوله: والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه، فيه إشارة إلى قوله تعالى فاليوم لا تؤخذ منكم فدية و لا من الذين كفروا ماؤكم النار وبئس المصير " يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه " إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به (من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم " ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون " ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب وماؤهم جهنم وبئس المهاد ") وحديث الشعبي، عن ابن عباس: إنه دخل على عمر حين طعن فقال: أبشر، أسلمت مع رسول الله حين كفر الناس وقاتلت مع رسول الله حين خذله الناس، فقال عمر: المغرور من غررتموه لو أن لي ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع رواه الخطيب (7 / 325) وفي رواية عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر حين طعن أتي بنبيذ شديد فشربه رواه الخطيب (6 / 156) وفي رواية أبي هريرة عند الديلمي (1 / 336) برقم 1339) " وإذا وضع الرجل السوء على السرير قال: ويلي أين تذهبون " وفي حديث عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله يقول لعلي: " يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك " أخرجه الخطيب (9 / 72) وفي حديث ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، ومن أحبك فقد أحبني حبيبي حبيب الله وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي " أخرجه الخطيب (4 / 41) وفي رواية عثمان قال: آخر كلمة قالها عمر حين قبض: ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي، قالها ثلاثا، وفي الباب أيضا عن ابن عمر رواه ابن سعد (/) وابن الجوزي في " سيرة عمر بن الخطاب " ص / 203
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»