المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٥
(حدثنا) عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، قال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر لكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أولئك الرهط و لا يطأ عقبه ومال الناس على عبد الرحمان يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت تلك الليلة.
التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان.
قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال:
أراك نائما فوالله: ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم، انطلق فادع الزبير وسعدا فدعوتهما له فسارهما ثم دعاني فقال: ادع لي عليا فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي عليه السلام من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ثم قال:
؟؟؟

* وفي رواية سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، قال: لما جعل عمر بن الخطاب شورى في ستة وقال: إن بايع اثنان لواحد واثنان لواحد، فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن واقتلوا الثلاثة الذين (ليس) فيهم عبد الرحمن، خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من الدار وهو معتمد على يد عبد الله بن العباس فقال له: يا ابن عباس: إن القوم قد عادوكم بعد نبيكم كمعاداتهم لنبيكم صلى الله عليه وسلم في حياته، أم والله لا ينيب بهم إلى الحق إلا السيف. فقال له ابن عباس: وكيف ذاك؟ قال: أما سمعت قول عمر: إن بايع اثنان لواحد واثنان لواحد فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن، واقتلوا الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن؟ فقال: ابن عباس: بلى قال: أفلا تعلم أن عبد الرحمن ابن عم سعد وأن عثمان صهر عبد الرحمن؟ قال: بلى قال: فإن عمر قد علم أن سعدا وعبد الرحمن وعثمان لا يختلفون في الرأي، وأنه من بويع منهم كان الاثنان معه، فأمر بقتل من خالفهم ولم يبال أن يقتل طلحة إذا قتلني وقتل الزبير، أم والله، لأن عاش عمر لأعرفنه سوء رأيه فينا قديما وحديثا ولأن مات ليجمعني وإياه يوم يكون فيه فصل الخطاب.
وفي رواية عند ابن قتيبة الدينوري قالوا: قل فينا يا ابن الخطاب مقالة نستدل فيها برأيك ونقتدي به فقال: والله ما
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»