المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٣
عبدان، قال: أخبرنا أبو حمزة، عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القعود قالوا: هؤلاء قريش قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر فأتاه فقال: إني سائلك عن شئ أفتحدثني؟ قال: أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم.
قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم قال: فكبر قال ابن عمر:
تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي : " إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه " وأما تغيبه من بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان بعثه مكانه فبعث عثمان وكان بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال: " هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك.
أخرجه البخاري في باب غزوة أحد من كتاب المغازي (2 / 581)

* وفي رواية ابن مسعود عند الطبراني في " الأوسط " (٢ / ٢٣٧ برقم ١٤٢١) قال: ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب رسول الله (ص) يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) وكذا في " الزوائد " (٦ / ٣٢٧) وقال: رجاله ثقات.
وفي رواية ابن إسحاق قال: فر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار حتى بلغوا الجلعب جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: " لقد ذهبتم فيها عريضة " رواه ابن جرير في " جامع البيان " (٤ / ٩٦) وقال الحافظ ابن عبد البر: في " الإستيعاب " (٢ / ٤٣) في ترجمة سعد بن عثمان: وكان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن عثمان وعثمان بن عفان وفيمن فر يوم أحد فنزلت إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان: وقال أيضا (٣ / ١٠٨) في ترجمة عقبة بن عثمان: وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المقنع دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وإخوان من الأنصار..) وفي رواية حبيب بن أبي ثابت قال: لما حضر القوم الدار للشورى جاء المقداد فقال: أدخلوني معكم فإن لله عندي نصحا ولي بكم خيرا فأبوا، فقال: أدخلوا رأسي واسمعوا مني فأبوا عليه ذلك فقال المقداد: أما إذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا ولم يبايع بيعة الرضوان وانهزم يوم أحد يوم التقى الجمعان
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»