المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١٢١
باب ذكر معاوية.
(حدثنا) الحسن بن بشر، ثنا المعافي بن عمران، عن عثمان بن أبي الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس فأتى ابن عباس فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في باب ذكر معاوية من كتاب المناقب (1 / 531) الجزء / 14

* (قوله: باب ذكر معاوية وقال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (٧ /) (تنبيه) عبر البخاري في هذه الترجمة بقوله (ذكر معاوية) ولم يقل: فضيلة ولا منقبة لا تؤخذ من حديث الباب وأورد ابن الجوزي في " الموضوعات " الأحاديث التي ذكروها ثم ساق عن إسحاق بن راهويه أنه قال: لم يصح في فضائل معاوية شئ فهذه النكتة وعدول البخاري عن التصريح بلفظ منقبة اعتمادا على قول شيخه لكن بدقيق نظر وأستنبط ما يدفع به رؤس الروافض وقصة النسائي في ذلك مشهورة، وكأنه اعتمد أيضا على قول شيخه إسحاق وكذلك في قصة الحاكم وأخرج ابن الجوزي أيضا من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية؟ فأطرق ثم قال: إعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فاطروه كيادا منهم لعلي.
فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له، وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد وبذلك جزم ابن إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما وقال ابن تيمية في " منهاج السنة " (٢ / ٢٠٧): وطائفة (من أهل السنة) وضعوا لمعاوية فضائل ورووا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كلها كذب. وعن الحسن البصري أنه كان ينقم معاوية أربعة أشياء، قتاله عليا، وقتله حجر بن عدي، و استلحاقه زياد بن أبيه، ومبايعته ليزيد ابنه، رواه ابن كثير في " تاريخه " (٨ / ١٣٣) معاوية بن أبي سفيان مشهور بالخباثة والحيلة والعداوة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام) عند الشيعة والسنة أنه فاسق خارج على الإمام العادل وأنه من القاسطين الذين أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وإن معاوية أمر الناس بالعراق والشام بسب أمير المؤمنين (ع) ولعنه والبراءة منه وخطب بذلك على منابر الإسلام وصار ذلك بدعة أموية في أيام الخلفاء إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأزاله: وفي ذلك وردت أخبار كثيرة وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لما رفعت المصاحف: عباد الله امضوا إلى حقكم وصدقكم وقتال عدوكم، فإن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط و حبيب بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا أعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا: فكانوا شر أطفال وشر رجال، ويحكم والله: إنهم ما رفعوها أنهم يقرأونها ولا يعملون بما فيها وما رفعوها إلا خديعة ودهاء ومكيدة، فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم به وتركوا عهده ونبذوا كتابه رواه ابن جرير في (/) وعنه ابن كثير (٧ / ٢٨٤) وابن الأثير (٣ /) من تواريخهم وعن الفضيل بن عياض إنه كان يقول: معاوية من الصحابة ولكن ابتلى بحب الدنيا " ابن كثير " (٨ / ١٤٢) وفي رواية أنه قال: ولولا هوائي في يزيد لأبصرت رشدي " البداية والنهاية " (8 / 121)
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»