المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٢
(حدثنا) موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، ثنا عثمان هو ابن موهب، قال جاء رجل من أهل مصر ويريد الحج فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا:
هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ منهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر قال: يا ابن عمر إني أسئلك عن شئ فحدثني هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم تفرد به البخاري وأخرجه في باب مناقب عثمان من كتاب المناقب (1 / 523) الجزء / 14

* وفي رواية ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار حتى بلغوا الجلعب جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم:
" لقد ذهبتم فيها عريضة " رواه ابن جرير في " جامع البيان " (4 / 96) وعنه السيوطي في " الدر المنثور " (2 / 80؟) وقال الحافظ ابن عبد البر في " الإستيعاب " (2 / 43) في ترجمة سعد بن عثمان وكان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن عثمان وعثمان بن عفان وفيمن فر يوم أحد فنزلت (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) وقال أيضا في ترجمة عقبة بن عثمان (3 / 108) وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقع دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان أخوان من الأنصار حتى بلغوا الجبل مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لقد ذهبتم بها عريضة " وقال ابن حجر في " الإصابة " (2 / 483) في ترجمة عقبة بن عثمان فيمن فر يوم أحد حتى بلغ جبلا مقابل الأعوص فأقام به ثم رجع وفي رواية حبيب بن أبي ثابت قال: لما حضر القوم الدار للشورى جاء المقداد بن الأسود الكندي فقال: ادخلوني معكم، فإن لله عندي نصحا ولي بكم خيرا، فأبوا، فقال: أدخلوا رأسي واسمعوا مني، فأبوا عليه ذلك فقال المقداد: أما إذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا، ولم يبايع بيعة الرضوان وانهزم يوم أحد يوم التقى الجمعان. فقال عثمان: أم والله لأن وليتها لأردنك إلى ربك الأول: فلما نزل بالمقداد الموت قال: أخبروا عثمان أني قد رددت إلى ربي الأول والآخر، فلما بلغ عثمان موته جاء حتى قام على قبره فقال: رحمك الله كنت وإن كنت يثنى عليه خيرا فقال له الزبير:
لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي فقال: يا زبير تقول هذا، أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وهو علي ساخط؟ رواه المفيد في أماليه.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»